وفيت وفي بعض الوفاء مذلة
(على هامش تصريح الخبجي)
#بانيوز_حضرموت
م.احمد مصعبين
مضت يومان منذ ان قرأت تصريح الدكتور/ناصر الخبجي - محافظ محافظة لحج والمسؤل السياسي في المجلس الانتقالي الجنوبي، علني اكتشف ما بين ثنايا التصريح ثمة خطأ ارتكبته في فهم مضمونه،ولكن دون جدوى،وفضلت طرحة للنقاش امام الجميع.
نقطتف العبارات الاخيرة من تصريح الخبجي والتي تقول:
( وبعد كل هذا لم يتم التعامل مع الجنوبيين كشريك فاعل وفق رؤيا واضحة من الشرعية او من التحالف العربي،وذلك يعد غموضا في الاستراتيجية وتحولات السياسة ومواقفها.
لهذا لابد من تقييم السياسات والتحالفات وفق النوايا والممارسات،فمن جهة المقاومة الجنوبية والقيادات الجنوبية ، هناك نوايا حسنة ومثبتة بالدم.
ويجب اعادة النظر والبحث عن اتفاق سياسي ورؤية مستقبلية مضمونة وواضحة المعالم.مالم فليتم الكف عن تخدير الارادة الشعبية الجنوبية وتقييد حريتها في التعبير عن مشروعها وعلاقتها السياسية المستقبلية مع من تعتقد ان يكون حليف استراتيجي.).
تصريح واضح،جرئ وشجاع صادر عن مناضل لا نشكك لحظة واحدة لا في وطنيته، ولا في تاريخه وتاريخ اصوله الزاخرة بالنضال والكفاح والانتصار لقضايا الوطن الجنوبي.وعلاوة على ذلك فهو المسؤل السياسي للانتقالي،بمعنى ان هذا التصريح لا ينحصر في اطار الرأي الشخصي،بل هو صادر عن شخصية اعتبارية في الانتقالي.
نتحدث هنا بكل ألم وحسرة، فلقد دافعنا ولا زلنا ندافع عن الانتقالي،وانتقدنا الكثير من رفاقنا على انتقاداتهم لطريقة تشكيله وبعض شخوصه على اعتبار ان الانتقالي يمثل آخر امالنا لقيادة شعب الجنوب نحو تحقيق هدفه الاستراتيجي باستعادة دولته.
ولا زلنا على الأمل.
كما التمسنا العذر للانتقالي في عدم توضيح بعض الامور المتعلقة بمستقبل القضية الجنوبية،لاعتبار السرية التي يمكن ان تتسم بها اتفاقاته مع الشرعية والتحالف العربي حتى لا يؤثر اعلانها سلبا على سير المعارك.
ولكن،وبعد تصريح الخبجي، وكثير من الشواهد التي يقدمها الواقع،يتضح جليا ان تحالف الحامل السياسي الجنوبي(الانتقالي) مع التحالف،غير واضح فيما يتعلق بمستقبل الجنوب.
هنا بالضبط ينبغي ان نضع النقطة في اخر السطر،وان لا نبدأ السطر التالي الا بعد ان يوضح الانتقالي للجماهير التي فوضته عن مصير قضيتها،فشباب الجنوب لا يزالوا حتى اللحظة يقدموا قوافل الشهداء من رفاقهم وعلى ارض يرفض اهلها الدفاع عنها،بل ويتآمرون على مقاومتنا التي تجاوزت حدود وطنها لتحريرهم.
هنا بالضبط ينبغي ان نتوقف
ونكف عن (الطبطبة) وملاس الجرح،ونحضر ادوات التخدير والمشرط لاستئصال الورم من جذوره.
يجب ان يناقش الانتقالي حقيقة مستقبل ومصير الوطن والشعب الجنوبي بكل شجاعة على طاولة التحالف على ضوء تفويض الشعب، واذا لم يتمكن من انتزاع الاعتراف الواضح من التحالف بصدد حق الجنوبيين في استعادة دولتهم،فلا يوجد مبرر لاستمرار هذا التحالف،وعلى الانتقالي ان يصارح جماهيره بشفافية في كل الحالات وعدم التاخير،ليقرر شعب الجنوب ما يراه مناسبا بصدد مستقبله.
ولا نريد ان نصل الى الحد الذي نغني عنده،ومع سيدة الطرب الشرقي ام كلثوم:
وفيت وفي بعض الوفاء مذلة
لفاتنة في الحي شيمتها الغدر
ودمتم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق