الشيطان........الجديد الذي يتحدث الخليجية

الشيطان........الجديد
الذي يتحدث الخليجية

#بانيوز-حضرموت
مقال/م.احمد مصعبين
الثلاثاء 16يناير 2018

عندما اوعز (الشهيد عفاش) لعناصره المسماة داعش والقاعدة في حوطة لحج بقتل بعض جنود الامن المركزي وفصل رؤوسهم عن اجسادهم لاحقا،كان يريد لهذه الصورة ان تصل الى العالم بان داعش والقاعدة متواجدين في الجنوب، حينها القى الحوثي خطاب حربه الاخير واصدر توجيهاتة لحماة (المسيرة القرآنية) لاغاثة (اهلنا) في الجنوب وانقاذهم من داعش والقاعدة بقوله(اذهبوا على بركة الله) لنصرة اخوانكم في الجنوب.وفي حقيقة الامر لم يكن الحوثي لوحده من اتخذ هذا القرار بل (الشهيد عفاش) من اعطى اوامرة للجيش والامن والقبائل اليمنية ومعهم مجموعة من مليشيات الحوثي،لاجتياح الجنوب مجددا.تحركت الجحافل من كل حدب وصوب عبر ذمار ويريم واب وتعز الى كرش ثم وصلوا الى دارسعد، من تهامة الى باب المندب ثم السقية وراس العارة وخور العميرة الى ان وصلوا الى مشارف صلاح الدين،من ذمار  الى البيضاء الى مكيراس الى لودر ومودية ثم زنجبار الى ان وصلوا الى خورمكسر وكريتر وطوقوها من الجبال المحيطة...سالت دماء جنوبية طاهرة اثناء التصدي لهذا الغزو،وهو ما شكل مبررا اخلاقيا لدى دول الخليج لانتزاع مصادقة المجتمع الدولي بالتدخل العسكري في اليمن في نهاية مارس 2015..
اذا فدول الخليج تدخلت عندما استشعرت الخطر بوصول الجيش اليمني الى عمق عدن...فذلك يعني تهديدا للامن الخليجي ، فاذا ما قدر للصورة ان تكتمل فسوف تقوم ايران بنشر قواتها على طول الشريط الساحلي الجنوبي، وتنصب صواريخها باتجاة العواصم الخليجية...بمعنى ان انطلاقة عاصفة الحزم في 26 مارس 2015 انطلقت اساسا لحماية الامن القومي الخليجي والعربي وفي سياق ذلك امن الجنوبيين،ولذلك وجد التحالف شريكا شجاعا،نزيها، مقداما ممثلا في المقاومة الجنوبية ، حيث لم تكن الطائرات الخليجية لوحدها عاملا لتحقيق النصر الخليجي في الجنوب لولا شعب الجنوب.كمقاومة مسلحة وكحاضنة شعبية .
وكان الجميع قد استبشر خيرا بان الخليج سوف ينحاز لحق شعب الجنوب في استعادة دولتة،الا ان شيئا من هذا القبيل لم يحدث،بل غرق التحالف في المستنقع اليمني الشمالي برهانهم على القوى العسكرية والسياسية اليمنية الشمالية لاسقاط صنعاء.

نحن في مفترق طريق، وشكرا للامارات والسعودية، ولكن على الاصوات الجنوبية القريبة من مركز القرار الخليجي ان تتحلى ولو بالحد الادنى من الشرف والوطنية لتقول لاشقائنا الخليجيين،كفى،الان وقت اتخاذ القرار لانحيازكم الى صف شعب الجنوب.
لكن يبدو ان الامر غاية في التعقيد،والصعوبة فبعض قيادات الجنوب التأريخية وبسبب الدشداشة والعقال قد نست اللهجات الحنوبية واصبحت تتحدث الى الاشقاء خليجيا،فلم تستطيع قول كلمة الحق....والسكوت عن الحق شيطانا اخرس.
وحتى رفاقنا في الانتقالي يبدو انهم سائرون في دربهم، ولا نعلم هل هذا الصمت تكتيكا او لاسباب لا نعلمها من يدري ؟
كل ما نعلمه ان الشعب الجنوبي وصل الى نقطة الذروة من المعاناة المعيشية والوطنية،وهناك من يريد ان يكون خروجه الاخير من اجل المطالبة بلقمة العيش فقط...ولتذهب قضيته الوطنية الى الجحيم.
فهل يصحوا شياطين الجنوب وينطقون بكلمة الحق.