فصيل الاستقلال
يذبح في ذكرى الاستقلال
بانيوز/حضرموت
م.احمد مصعبين
ترددت كثيرا قبل الشروع في كتابة هذه المداخلة تعليقا على قرار الانتقالي باختيار قياداته واعضائه في المحافظات،خوفا من ان يتهمني البعض ويعزو حنقي الى عدم اختياري في المجلس.لكنني صممت على المغامرة محتميا بسياج صلب من الارث الوطني المتواضع الذي احسن تربيتي،ومن دور وطني متواضع ايضا اضطلعت به ولا زلت،ومن تضحية متواضعة ثالثا قدمتها في سبيل هذا الوطن ممثلة بالشهيد/محمد احمد مصعبين.
بل ومن حقيقة يعرفها جميع من زاملني وصادقني انه وحتى بعض المسؤليات الحزبية والادارية القيادية التي تحملتها ذات فترة،كانت بضغط من قيادات حزبية وادارية في الدولة وفي مقدمتهم الدكتور ياسين سعيد نعمان.
كما يعلم زملائي في العمل انني قد ركلت وظيفة مدير عام بقدمي في عام 1993 وحولت من صنعاء الى عدن بوظيفة متواضعه مع مجموعة من الشرفاء اللذين اتحذوا نفس الموقف عندما اشتد الصراع بين شمال وجنوب اليمن.
لقد تعمدت الاطالة في المقدمة لانفي عني تهمة شخصنة الموقف الذي سوف اشرحه في سياق هذه المداخلة.
لقد كنا ولا نزال،من اشد المؤازرين للانتقالي حالما تشكل،لقناعتنا بأن اي ثورة لا يمكن ان تنتصر بدون طليعة وطنية شريفة تمثل وتقود الجماهير بوعي وشجاعة ومنهجية نحو الانتصار،برغم ما شابه الانتقالي من عوار.
كما سعدنا كثيرا بقرار الانتقالي باختيار قياداته واعضائة في المحافظات من حيث الشكل،لكن صدمتنا كانت في سوء اختيار رئاسة الانتقالي لبعض الاسماء والتي لا نشكك في وطنيتها بل كان هناك من هو افضل منها وفي اطار كافة الضوابط التي التزم بها الانتقالي.
ولكن صدمتي الكبرى كانت في ان هذا القرار _ الاختيار والذي صدر في يوم احتفال شعب الجنوب بالذكرى الخمسين لاستقلاله الوطني في 30 نوفمبر 1967 مثل مذبحة للفصيل السياسي والوطني الذي صنع الاستقلال الوطني ممثلا بالتيار الذي اسموه ظلما باليمين الرجعي والذي حكم الجنوب لمدة سنة وسبعة اشهر فقط وبعدها تم الانقلاب عليه في 22 يونيو 1969 ، وقد كان في الحقيقة مؤامرة وانقلاب على تيار استقلال القرار السياسي والاقتصادي الوطني في الجبهة القومية، والذي تم مصادرته منذ ذلك التأريخ.
وعلى هامش هذه المذبحة الغير متعمدة حسب ظني، ذبحت العاصمة عدن وبقية المحافظات في سوء اختيار الكثير من ممثليها.كما ذبحت حوطة لحج وقراها ومنطقة الصبيحة بالتواضع الواضح لعدد ممثليها،وهي المناطق التي كان لها السبق في تأسيس مداميك الحركة الوطنية الجنوبية وقيادتها نحو الانتصار العظيم بتحقيق الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967 ، كما لها السبق والدور الكبير في تفجير الثورة الجنوبية الثانية والاسهام في استمرارها والتضحية في سبيل الدفاع عن الوطن، ولا تزال حتى يومنا هذا تقدم قوافل الشهداء في جبهات الصبيحة دفاعا عن العاصمة عدن وعن الجنوب عموما.
اننا على يقين ، ان فصيل الاستقلال الوطني وتلك المناطق التي ذكرناها، هم اكثر القوى والمناطق تمسكا بالثوابت الوطنية وبالحرص على تماسك وتلاحم الصف الجنوبي.
ولذلك،رسالة نوجهها لرئاسة الانتقالي....
لا نطالبكم بتعديل القرار وتصويب الاختيار فلقد سبق السيف العذل،كما لا تسمح الظروف والاوضاع الخطيرة والحساسة على ذلك،
ولكن عليكم بتوجيه اعتذارا رسميا معلنا للقوى السياسية والمناطق التي ذكرناها على هذا الخطأ التأريخي الجسيم.
مالم سوف نفتح الملفات ونتعرض للاسماء التي مثلت عوارا واضحا في التشكيلة عموما.الامر الذي يمكن معه من فتح كافة الملفات السرية المغلقة للحركة الوطنية الجنوبية قديما وحديثا.
فهل اعتذار كهذا ، كثير على الفصيل السياسي الوطني، والمنطقتين اللتين انجبتا الشهيد/فيصل عبداللطيف الشعبي...عقل وفكر وضمير ثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة،
والشهيد/علي عبدالعليم بانافع...المناضل والمفكر والفدائي الجسور وانبل قيادات الجبهة القومية على الاطلاق،وكل رفاقهما.
النصر لشعب الجنوب
واستعادة دولته المغتصبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق