صمتنا كان من اجل
الجنوب ووحدة الصف الجنوبي
بانيوز/حضرموت
م.احمد مصعبين
بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967 والذي تحقق بفضل الجبهة القومية قيادة وقواعد وفدائيين ، طالعتنا بعض الصحف ومنها صحيفة عدن الغد وبعض وسائل التواصل الاجتماعي بالعديد من المقالات لاشخاص يدعون الثورية والوطنية .
والحقيقة اننا نتابع ومنذ فترة طويلة العديد من المقالات والاكاذيب التي تستهدف تاريخ ثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة، لكننا اثرنا الصمت حرصا على الجنوب وعلى وحدة الصف الجنوبي وتجنبا لاعطاء عصابات صنعاء مواد يستخدمونها لاحداث مزيد من الشقاق في الصف الجنوبي،لكن البعض لم يقدر هذا الموقف واستمر في غيه واكاذيبة للتقليل من عظمة الانتصار الذي تحقق في نوفمبر.
لن نستعرض كل الاحداث والوقائع ، سوف نكتفي ببعضها.لعل اهمها ما تكفي للرد على بعض الادعاءات التي تقول بان جيش الليوي هو الذي رجح كفة الجبهة القومية بتوجية من بريطانيا.
لن نذهب بعيدا في الرد ، فلقد تمكنت قيادة حركة القوميين والجبهة القومية بقيادة زعيمها الفذ..جيفارا الجنوب الشهيد/فيصل عبداللطيف الشعبي ورفاقة ، تمكنوا من اختراق جيش الليوي وتشكيل جيب سري داخلة لعل ابرز قياداته :
حسين عثمان العشال،والسياري،والميسري،واحمد بلعيد،والصديق احمد امجفة ، والدكتور محمد حيدرة مسدود وغيرهم كثيرين...وفي هذا السياق نروي لكم حادثة كان احد اطرافها الفقيد المناضل/محمد سعيد مصعبين وهو احد العناصر من المؤسسين لحركة القوميين العرب والجبهة القومية ومن قيادات الريف في لحج والمسؤل المالي للجبهة القومية ابان حرب التحرير ضد الاستعمار البريطاني..
يروي لنا المصعبين في مذكراته :
كنت في الحبيلين في العام 1963 في مهمة،ولفت نظري حينها وجود شخص يحمل يتصفح جريدة من تلك الصحف القومية التي كانت تصدر في بيروت ... وعرفت ان اسمه حسين عثمان العشال...وفي وقت لاحق التقيت بالشهيد/فيصل الشعبي،وسألته : هل العشال معنا في الحركة.كان الرد من الشعبي قاسيا وغاضبا بقولة:
يا مصعبين التزم بالضوابط التنظيمية للحركة واعتبر نفسك موقف من العمل التنظيمي...وفعلا تم تجميده لمدة شهرين،فقد جرت العادة ان خلايا الحركة لا يتعدى اعضائها الثلاثة ، وكل خلية لا تعرف شيئا عن الخلية الاخرى،وقد كان المصعبين ضمن خلية مكونة من المناضل/عوض ناصر صدقة من قرية عبر لسلوم والفقيد المناضل/احمد خميس الاهدل من قرية الشظيف في تبن محافظة لحج وكان المشرف على هذه الخلية الشهيد/علي عبدالعليم بانافع
عملت الاستخبارات المصرية في تعز والتي كان يقودها صلاح نصر وشمس الدين بدران وهما ركني الاستخبارات المصرية اللذين خانا جمال عبدالناصر وكان لهما ادوار في هزيمة حزيران 1967،عملت ومن خلال تقاريرها على تشويه صورة قيادة الجبهة القومية لدى الزعيم العربي الخالد جمال عبدالناصر،الامر الذي ادى الى تشكيل جبهة التحرير في ديسمبر 1965 وبالتالي تحويل الدعم من الجبهة القومية الى جبهة التحرير واعتقال فيصل الشعبي وقحطان الشعبي في القاهرة وفرض الدمج القسري بين الجبهتين،علما ان قيادة جبهةالتحرير قد تكونت في معظمها من العناصر التي كانت ترفض الكفاح المسلح كوسيلة لتحقيق الاستقلال ومنهم عبداللة عبدالمجيد الاصنج ومحمد سالم باسندوه والسلطان جعبل بن حسين والسلطان الفضلي.. وهناك الكثير من الادلة على ذلك لسنا بصدد استعراضها.
لقد كان الوزن والتأثير النفسي الذي مثلة جمال عبدالناصر في وجدان الامة العربية عظيما، فعندما اعلن ناصر توقيف الدعم عن الجبهة القومية ، ونتيجة لذلك التاثير انسلخ عنها الكثير من قياداتها وقواعدها ومثلت العدد الاكثر في الذراع العسكري لجبهة التحرير تحت اسم القوى الثورية للتنظيم الشعبي.
في 1967 وبمؤامرة قادتها الاستخبارات المصرية وبعض الاطراف الاقليمية والدولية، وبعد هروب الشهيد/فيصل الشعبي من القاهرة الى تعز والى الضالع واشرافه المباشر على المؤتمر الثالث للجبهة القومية الذي اقر الانفصال عن منظمة التحرير والاعتماد على الذات في الكفاح المسلح،بعد كل ذلك تفجر الصراع المسلح بين الجبهتين...الامر الذي استدعى الى سفر وفدين عنهما الى القاهرة بطلب من جمال عبدالناصر...واثناء المحادثات الغير مباشرة بين الوفدين،كانت الجبهة القومية قد اسقطت كافة مناطق الجنوب وكانت متواجدة بقوة في المستعمرة عدن بفضل مقاتليها وخلاياها السرية في الجيش.
الامر الذي حدا بجمال عبدالناصر الى استدعاء المناضل عبدالله عبدالرزاق باذيب وسؤاله ...لمن ترجح الكفة في الجنوب ، فكان رد باذيب قاطعا ومن واقع ميزان القوى ...للجبهة القومية.فاتخذ ناصر قراره والسماح لوفد الجبهة القومية بالسفر الى جنيف لاجراء محادثات الاستقلال مع الوفد البريطاني والذي نتج عنها حصول الجنوب على الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967...
هذا جزء بسيط جدا جدا من تأريخ الثورة...لم نكن نرغب في نشره لولا اصرار البعض على تشوية دور رجال هم من اشرف وانبل واشجع من انجبتهم الارض الجنوبية، شباب في مقتبل العمر صارعوا بريطانيا العظمى وقادوا الكفاح المسلح وانتزعوا الاستقلال بقوة السلاح وبفضل الشهداء والمناضلين.
لن نصمت ، وليكن ما يكون ، فشرف اباءنا واخواننا وتاريخهم لا يمكن السكوت عليه امام من يدعي البطولات والوطنية...
واذا عدتم عدنا...فاحذروا
نسخة مع التحية:
الى كل شرفاء الجنوب
والى الجيل الجديد الذي يحاول البعض تشوية تاريخ ابائهم واجدادهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق